أبو جعفر المنصور.. رؤية تاريخية لعصر الخلافة العباسيةيُعرض المسلسل التاريخي "أبو جعفر المنصور" على شاشة قناة mbc خلال رمضان، حيث يتناول المسلسل قصة حياة "أبو جعفر المنصور"، ثاني الخلفاء العباسيين وأكثرهم قوة وأذيَعَهم صيتا، ضمن سياق تاريخي يسلّط الضوء على حقبة زمنية مهمة تمتدّ منذ أواخر عهد بني أميّة وحتى نهاية عهد الخليفة أبي جعفر المنصور، بعد مرور نحو خمسة وعشرين عاما على تأسيس الدولة العباسية. ويضم المسلسل نخبة من نجوم الدراما العربية والسورية على رأسهم عباس النوري وهاني الروماني، ومنذر رياحنة، وإياد نصار، وعبير عيسى، ونبيل المشيني، وسمر بارودي، ومحمد المجالي، وريم القواسمي، وناريمان عبد الكريم، وسهيل جباعي، وأنور خليل، وآخرون. ويقدّم المخرج شوقي الماجري رؤية فنية درامية تاريخية يَعمد فيها إلى مزج الوقائع التاريخية بكل ما فيها من أحداث مُثبتة ومؤرّخَة بالأبعاد الإنسانية التي ميّزت شخصية أبي جعفر المنصور والمحيطين به. بدأ المخرج التونسي شوقي الماجري بعد منتصف العام الحالي في الإعداد لإخراج المسلسل التاريخي "أبو جعفر المنصور" الذي كتب السيناريو والحوار له الكاتب الأردني محمد البطوش. ويتكون العمل من ثلاثين حلقة تلفزيونية، يأتي استكمالاً لسلسلة الأعمال العديدة التي ينتجها المركز العربي هذا العام، والتي تفوق الثلاثة عشر عملاً تلفزيونيا، موزعة ما بين اجتماعي وتاريخي وبدوي، بحيث يمكن اعتباره عنوانا جديدا من العناوين المطروحة للموسم الرمضاني القادم. وتبدأ أحداث المسلسل منذ ولادة أبي جعفر في قرية "الحميمة" جنوب الشام، ونشأته بين كبار رجال بني هاشم، وضعف الدولة الأموية، إلى صدور الأمر إلى أبى مسلم بالجهر بالدعوة للعباسيين في عهد آخر خلفاء بني أمية "مروان بن محمد"، في خضم انشغال الأمويين بصراعات أنصارهم القدماء بالشام، وانشقاق زعمائهم على أنفسهم، فيجمع أبو مسلم الخراساني العرب من حوله، وينقضَّ على "مرو"، ويواصل فتوحاته، حتى تصل الكوفة، حيث تتم مبايعة أبى العباس خليفة للمسلمين، فتنشأ الدولة العباسية، وتتمكن من الإطاحة بالأمويين. ويتابع المسلسل بتولي أبي جعفر المنصور الحكم بعد مرض السفاح ووفاته، فكان أول ما واجهه المنصور ثورة عارمة حمل لواءها عمه عبد الله بن علي الذي رأى أنه أحقُّ بالخلافة من ابن أخيه، فرفض مبايعته، واستظهر بالجيش الذي كان يقوده في بلاد الشام، فبعث أبو جعفر إلى عمه "أبو مسلم الخراساني" على رأس جيش كبير، فهزمه، وما كاد يلتقط الخليفة العباسي أنفاسه حتى أعدَّ العدة للتخلص من أبي مسلم الخراساني، الذي زاد استخفافه بالخليفة المنصور، ونقض بيعته، فأغراه المنصور حتى قدم إليه في العراق، ليلقى مصرعه بين يدي الخليفة، لتقوم بعد ذلك عدة ثورات فارسية للثأر لمقتله، واجهها المنصور، وبعدها عدد من الثورات المنحرفة لطوائف من الكافرين. ويركز المسلسل كذلك على مواجهة أبي جعفر لثورة العلويين بقيادة محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بالنفس الزكية، وأخيه إبراهيم بالبصرة، اللذين كانا يعدَّان العدَّة للخروج على أبي جعفر المنصور، فخرج عليهم وهزمهم، ثم تمكن من هزيمة الجيش العلوي الثاني الذي كان يقوده إبراهيم أخو محمد النفس الزكية، وبذلك زال خطر هائل كان يهدِّد سلامة الدولة الناشئة، ووضع بيده أول حجر في بناء بغداد. يُبرز المسلسل أهم الإنجازات التي قدّمها أبو جعفر المنصور ومنها تأمين الحدود الخارجية للدولة، وبناء الرصافة، والرافقة، وقام بالقضاء على القراصنة الهنود، كما نجح خلال خلافته التي دامت اثنين وعشرين عاما في تثبيت الدولة العباسية ووضع أساسها الراسخ الذي تمكَّن من الصمود خمسة قرون حتى سقطت أمام هجمات المغول. ويصوَّر المسلسل في عدة بلدان، وخاصةً تلك البلدان في شرق أسيا التي لا تزال تحتفظ بما تبقَّى من أثار الحضارة العباسية، ليصوَّر العمل في موطنه، ومعالمه الحقيقية، ويشارك فيه نخبة من الفنانين العرب